فلسفة الأنانية
ماكس شتيرنر، فيلسوف راسي يا راسي، الفلسفة الأنانية.
باش تفهم فلسفة ماكس شتيرنر، خاصك تحيد النضاضر ديال السياسة والفضيلة وڭاع داك الخراء المعرفي اللي تايمنع من رؤية الحقيقة، وخاصك تكون على إستعداد أن تصبح ماكياڤيليا وعلى إستعداد للبطش من أجل رغبة تافهة، يعني تكون مستعد تصيفط بلاد على ڭدها مثلا نحو الفقر، باش تدير أنت اللعاقة والسلطة والقوة. لن أتحدث عن الفضيلة، لأن العالم من منظور أناني أناركي كله يسير وفق لرغباتك، العالم والخلق بأجمله مجرد إمتداد لك أنت، وهذه قمة "الأصالة" على ملّة مارتن هايدڭر، فحسب ماكس شتيرنر، كل الفلسفات السياسية مغلوطة، وكلها بائدة، ببساطة لأنها تحاول الوصول إلى نموذج "أخلاقي فاضل" نسقط فيه مفاهيم "السعادة" و"البؤس" وغيرهما بشكل متساوي حول الجميع، وهادي تخويرة سانك سانك حسب ماكس شتيرنر، لأننا لا نعلم ما الذي سيجعل إنسان آخر أكثر سعادة، ومن هاد المنبار نقدر نڭول أن ماكس شتيرنر لقاها 150 سنة قبل ميلتون فريدمان.
نحن لا نعلم إن كان مراهق فقير (على سبيل المثال) سيسعد بوجبة عشاء بورجوازية، أم بفرصة لمعاشرة فتاة، أم بحصة تعلم مهارة خاصة ... وهذا ما تؤكده معطيات القرن العشرين. الفقر حالة عقلية وليس وضعية مادية، الفقر نمط في التفكير وليس رقما في الحساب البنكي، لذلك فإن المرور من حالة "الفقر" إلى حالة "الثراء" هي عملية تعلمية بالأساس، فحسب ماكس شتيرن فإن نصيحة دقيقة ومشخصة يوجهها شخص غني لشخص فقير، قد بل ستكون أكثر فعالية من الصدقة أو العطف أو الإحسان، ولهذا كان يصف الأخلاق الفاضة بالوهم، ليس رفضا لأخلاق وليس دعوة لعالم خالي من الفضيلة، بل هي دعوة لعالم خالي من الوهم.
يدعو ماكس شتيرنر إلى رؤية فريدة للعالم، ويقول بصريح العبارة "لقد خلقت الأرض والكواكب والطبيعة لخدمتك أنت، نعم أنت يا من تقرأ هذه الحروف، فقم وإستغل كل فرصة تتاح لك لإشباع رغباتك، قم وإبدأ مخططك الإستعماري للإستيلاء على أكبر قدر من الممتلكات ...إلخ" (مقتطف من كتاب "الأنا وملكيته").
إنتقد ماكس شتيرنر التعليم في كتابه الصغير "المبدأ الخاطىء لنظرتنا للتعليم" بشكل قوي للغاية، ولم ينتقد النظام التعليمي طبعا لأنه يعتبر الدولة و"المدرسة العمومية" مجرد وهم، بل إنتقد المنهج التعليمي نفسه بين كل معلم وبين كل متعلم في كل زمان وكل مكان، وأسهب في فصل الطريقتين الممكنتين في التعليم وفصل بين التعليم "الإنساني" وبين التعليم "الواقعي" بشكل مثير، فالتعليم الإنساني يحرص على إنشاء شخص صالح للآخرين، يفتقد للإحساس بالفردية وللرغبة في التحقيق والإنجاز، وهذا تعليم فاشل حسب ماكش شتيرنر، لأنه ينتج الإنسان الضعيف، كما إنتقد المدرسة الواقعية، لأنها تمكن المتعلم من تعلم الوسائل دون تعلم الغايات، صحيح أن لكل شخص غايته الخاصة، بل هي جوهر الوجود، لكن المدرسة الواقعية تفتقد هي الأخرى إلى تحفيز وصقل "إرادة القوة" أو "إرادة الغاية" التي تخلق داخل كل فرد، وكان هذا هو أهم نقد لماكس شتيرنر للعملية التعليمية: تحطيم إردة القوة عوض تحفيزها وصقلها، لأن إرادة القوة هي أساس الوجود، وهي ما يجعل الأفراد تعيش للأبد داخل الزمان والمكان.
إذا جاتك حروف آخر فقرة مبهمة نوعا ما، ممكن ندير ليك مثال، الإنسان الأصيل الأوريجينال الذي يؤمن بنفسه، يستمر بالإيمان بإرادته الخاصة إلى يوم تحقيق شيء ما، إكتشاف نظرية علمية، أو صنع عمل فني، أو إكتشاف معرفة، أو تحقيق إنجاز ... وهذه المنجزات هي ما يمكن "الوجود الفردي" من الأبدية والعيش الأبدي، كالأهرامات وصانعها الذي يعيش للأبد، وأفلاطون وأفكاره التي ستجعله يعيش للأبد، أو قوانين ديكارت ... لذلك فإن جوهر عملية "نقل المعرفة" حسب شيرنر هو تحفيز وصقل إرادة القوة، وطالما نحارب "إرادة القوة" فإننا نحارب الحضارة ونحارب الحقيقة. ("إرادة القوة" مفهوم طوره ماكس شتيرنر أزيد من 50 سنة قبل فريدريش نيتشه إذا كنت معتادا على سماع الكلمة فشي مكان آخر، الپلاجيا راك فاهم)
تقود فلسفة ماكس شتيرنر إلى نظرية "المرجح" داخل المجتمع الأناني. لتحقيق القوة داخل هرم معين، فتكفيك السيطرة على قمة الهرم للسيطرة على الهرم بكامله، عوض البحث عن السيطرة على كامل الهرم. أثرت فلسفة ماكس شتيرنر الأنانية بشكل كبير على الوجودية، والأنركية، والفردية وأشياء أخرى، كتاب واحد ديالو خربق الحسابات مبزاف ديال الإيپيستيمولوجيين، لأنه دمج "الإرادة" كتمثل كامل لمفهوم "الفرد" داخل القراءة التاريخية للتطور، فكل شيء يحدث بسبب إرادة شخص ما، ولا مجال للعبث.
من أقوى أفكار ماكس شتيرنر:
"مجتمع ينبني على الإيثار هو مجتمع من العبيد، لكن مجتمعا من الرجال الأحرار هو بالضرورة مجتمع من الأنانيين." - الأنا وملكيته
"الأغنياء متجبرون وسلطوين، وليس من حق الفقراء الحنق بسبب هذا، لأن الفقراء هم من يصنع ثراء الأغنياء." - الأنا وملكيته
"كإنسان أناني، فأنا أحب الآخرين أيضا، لكن الفررق بين حبي لهم حبكم لهم، هو الوعي بالأنانية. أنا أعي أنانيتي بشكل كامل، لذلك أحبهم من أجل نفسي، وليس من أجلهم، أحب الآخرين لأن الحب يجعلني أكثر سعادة، لأن الحب متوافق مع طبيعتي، لأنه هو طبيعتي، أحب الآخرين لإشباع نفسي." - الأنا وملكيته
"الإنسان الفاضل إنسان ضعيف، لأنه لا يدري من هم أعدائه، ويظن أن عدوه الوحيد هو "الإنسان غير الفاضل" الذي لا وجود له أساسا، ولهذا سيخسر الإنسان الفاضل، دوما، المعركة أمام الإنسان الأناني. وهذا يفسر كل التاريخ." - الأنا وملكيته
"لا تتقن الدولة (الجماعة) لغة أخرى غير العنف، تحتكر الدولة العنف، وتمنعه عن الأفراد، ولهذا تسمي الدولة (الجماعة) عنفها "قانون" بينما تسمي عنف الأفراد "جريمة". الدولة مجرد وهم نشرعن به أشكال العجز والغباء الذي يصيبنا عندما لا نستطيع تحمل المسؤلية." - الأنا وملكيته
"الإلحاد الأيضا دين، وليس بالضرورة أفضل من سبقوه، لأن الإلحاد كديانة قد سبق الديانات الأخرى. خُلِق الإنسان ملحدا أول الأمر، لكنه سرعان ما إكتشف أن إلحاده يجعله ضعيفا، جاهلا، عاجزا عن تفسير نفسه بنفسه، لذلك إبتكر الآلهة رغبة منه في الإرتقاء والسموّ." - الأنا وملكيته
"لقد مات الآخرون، إنه خبر جميل لنفسي!" - الأنا وملكيته
"لم يستطع التعليم منذ فجر البشرية أن يضع نفسه داخل قالب الإرادة، قالب الممارسة. يقوم التعليم الواقعي على ملأ الفراغ، وليس على صقل الإرادة، ولهذا ينتج التعليم أشخاصا ماهرين يفتقدون للمثل وللهدف. الطلاب اليوم هم أفضل مثال على هذا، إذا علّمتهم الحَفْر، فسيواصلون الحَفْر دون أدنى هدف." - المبدأ المغلوط للتعليم
كان ماكس شتيرنر تلميذا بارعا لأستاذه الفيلسوف هيڭل، ومن بين حوالي 10 تلاميذ لهيڭل، تبنى 8 توجهات يسارية بينما إنشق ماكس شتيرنر وحيدا ليبني نظريته الواقعية من رحم المثالية الألمانية. تقوم الفلسفة الفردية على جانب من المثالية الهيڭيلية، واللي هي معرفة الذات. الشرح ديالها بسيط: باش تدير شي حاجة فحياتك خاصك تعرف راسك أولا، وتعرف راسك مزيان بزاف، لأنك ماتقدر تدير حتى شي حاجة إذا لم يكن لديك وعي تام بإمكاناتك، قدراتك، مكامن ضعفك ... إلخ. كانت هذه هي نقطة إنطلاق ماكس شتيرنر، الوعي بالذات، وبقا غادي غادي حتى وصل للأنانية. باش تقدر تحقق أي إنجاز كيفما كان، خاصك تختار أفضل فلسفة، أفضل منهج، أفضل تكنولوجيا، أفضل الطرق ... وأفضل تاتعني أفضل للوضعية ديالك، وليس أفضل على سُلّم المطلق.
لذلك قبل ماتفكر تكون أناني، عرف أن أول خطوة هي معرفة النفس، ومهما
كاتبان ليك سهلة هاد الخطوة، مهما هي صعبة فالواقع، لأنك لا تعي نفسك، وإذا
جاتك هاد الهضرة ماشي معقولة، يكفيك تسجل راسك وأنت تغني، أو تصور نفسك
وأنت تفعل شيئا ما، للتفاجىء بالمستوى المضمحل والضعيف ديالك. وإذا كنت
تحسب أن الأشخاص الناجحين يمتلكون حظا خارقا أو قدرات خارقة فراك غالط،
التحقيق ليس سوى نتيجة للمعرفة التامة بالنفس، بحال أي طرح ديال الپوكر،
تعرف شنو تاتعرف تدير وشنو ماتاتعرفش، متى تجازف، ومتى تتراجع لأن معظم
الخسائر تاتجي من الجّبوه والصناطح وقت الضعف، ومتى تنسحب.
وخصوصا، متى تنسحب.
وخصوصا، متى تنسحب.
الفيلسوف
الأقرب للواقع بعد ماكياڤيلي هو ماكس شتيرنر، شاف حتى شاف فالواقع ورأى أن
لا حياة ولا سلطة ولا مصلحة أعلى من مصلحتك الخاصة، راك تشوف حتى تشوف وما
تهز فولاد الكلبة غير الجرو، لذلك الموت في سبيل مجمتع مثالي أو سياسة
مثالية أو واقع مثالي أشبه بمن يموت في سبيل حبيبة خائنة، لأن "الإنسانية"
و"القيم" بل وحتى "المجتمع" نفسه (على قول هايك) مجرد أشباح تستعمل للسيطرة
على عقول الأفراد، ولا يمكن لها سوى أن تخونك، كل مرة، وعلى قول ڭينون
أيضا: لا يمكن لرأي الجماعة أن يعبر عن شيء آخر سوى عدم الكفاءة.
عيش ومتحضيش، خلق الله الأرض للإنسان ليحتلها، وليس ليحافظ عليها.
عيش ومتحضيش، خلق الله الأرض للإنسان ليحتلها، وليس ليحافظ عليها.
تعليقات
إرسال تعليق