التكلمين لغة هو الزملة المزمنة، التي تلزم صاحبها منذ أواخر فترة
الطفولة وبدايات المراهقة، وصولا إلى أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات.
أما إصطلاحا فالتكلمين يعني التقحبين اللحظي الذي يمكن أن يصيب أي ولد
الشعب أو بنت الشعب بين الفينة أو الأخرى، وما يترتب عن ذلك من نتائج قصيرة
المدى.
التكلمين، من منظور تاريخي ظاهرة جديدة، ظهرت في الربع الأخير من
القرن العشرين، وصولا إلى بدايات الألفية الثالثة. والكائن "الكيليميني"
ماعندو حتى شي عمق تاريخي البتة، لأننا إنتقلنا من ولد القايد اللي كايحوي
الإناث الي كاينين فالقبيلة ديالو بلا مايهضر معاه تاواحد للتكلمين بلا حتى
شي مرحلة إنتقالية تنتقل فيها سلطة المراهق بشكل سلس من زب القايد إلى زب
الإطار الموظف بوزارة المالية، وهاد الفينومين بان فواحد المرحلة ديال
الإستقرار النسبي المزور من تاريخ شمال إفريقيا.
باش تكون كيليميني يكفي تكون تزاديتي فأسرة ماكاتعانيش مشاكل مادية، بمستوى
عيش يفوق المُعدّل بقليل، وزيد على هادشي أهم شرط: وهو تكون تزاديتي وسط
أسرة تقدس الأبناء لدرجة السذاجة والبله والعباطة والكلخ. الإنسان
الكيليميني كايبدى يبان منذ نعومة أظافره، لأن أظافره ماكاتشبهش لباقي
الأظافر المتسخة، والأظافر الطائرة ديال ولاد الشعب اللي كايجريو فالحومة
بلا سروال، ماكايديرش الخروق، كايستعمل الكوشة، اللي كاتمنع البلل بحال
أولويز، ومن هنا كاتبداه الزملة المؤنثة للأسف، اللي كاترافق الكيليميني
إلى حين دخول أبواب الوزارة.
الشخصية الكيليمينية كاتبدى تتصقل خلال فترة التمدرس، لأن الكيليميني
ماكايلعبش سوپيرماريو على طريقة ولاد الشعب بتخطي كل المراحل والعقبات، بل
أن الكيليمي كايكبر واكل مزيان، شارب مزيان، لابس مزيان، كايتدابز
بالقواعد، وجهو مافيه حتى شي ضربة، الكيليميني كايقرا فلاميسيون ولا فمدرسة
خاصة عالية مرتفعة التكلفة، وحنا كانعرفو مزيان أنه كلما إرتفعت التكلفة
كلما ضعف مستوى المتعة فاللعبة وأصبحت سهلة. الكيليميني، ومع دخول مرحلة
الثانوي، كايبدى يشم صنان بيطانو، وكايبدى يحس بقيمتو فالمجتمع، مع تكون
شوية ديال المادة البيضاء فالدماغ ديالو، وكايبدى ينفرد فالمجتمع، ويحس
بالقيمة الإقتصادية ديالو فالمجتمع، وهادشي كايجنبو مجموعة من المصاعب
لاحقا في مرحلة الشباب، خصوصا تلك المتعلقة بمتاعب البحث عن طبون، لأن
الكيليميني وبالرغم من أن قوة الضربة ديالو لا تتعدى نصف نيوتن كايفقد
العذرية ديالو في سن مبكرة، وكذلك النتوة، كاتفقد العذرية ديالها في سن
مبكرة، لأنها كاتكون طايحة فشي كلمون بحالها، كايعيشو الليبيرالية مع
ريوسهم وكايديرو نونو فالحفرة لأنها مامحتاجاش تهز الهم لفلوس الدكتور
العراقي باش ترقّع التوب اللي تشرّڭ.
المجتمعات الكيليمينية في شمال إفريقيا ماعندهاش حدود إجتماعية معينة،
داكشي كايختلف بحسب المناطق، كاين مناطق فيها كايتكون پوكيمون الكيليميني
في مجتمع موظفي السلم واحد وجوج، ومناطق فين تكون فيها الپوكيمون بحسب
محددات جغرافية معينة: كاليفورنيا، بوسكورة، طريق موزّار، طريق زعير ...
الكيليميني كايسالي بدپلوم محترم، سواء قرا أو ماقراش، وبواحد الحصيصة ديال
المال محترمة، سواء كان يستاهل أو لا. حقيقية الكيليميني هي أنهم ناس
ماكايقراو تاخرية، ماكايفهمو حتى قلوة، ماواعرين حتى فشي حاجة، الكيليميني
يقتات على إحساس عامة الشعب بالدونية، والنقص، وإنعدام الثقة فالنفس،
الكيليميني كايعيش لأن باقي فئات المجتمع أسفله خانعة، بسبب قرون من النكوص
والتقهقر للوراء، وراء طبقة عليا خاصها تحكم فينا، نحن ولاد سروال واحد
وتسرويلة، ولاد الحرمان، ولاد الشعب.
أهم تقنية كايستعملها الكيليميني بيناتهم باش يتداولو السلطة هي تقنية
التسويق بالإقتراح، ماعرفتش باش غادي نشرحها، ولكن لسنين طويلة والكيليميني
يعتمد على أُسلوب السُّمعة والإسم العائلي، الإتقان ديال هاد التقنية من
طرف عائلات الكيليميني إضافة للتفوق العقلي خلال المعارك الفردية بين ولد
الشعب وولد الكيليميني خلا داك "العلم بنظرية الألعاب في المجتمع" يتداول
بين الكيليميني فقط، دون سائر فئات المجتمع، وهاد الظاهرة بانت عند جميع
مجمتعات العالم المتخلف حيث يختلط السياسي بالهوياتي بالإقتصادي، الهند،
الشينوة، أوروپا الفيودالية، ...
في شمال إفريقيا، الكيليميني عاش فترة ديال العز، ومازال كايعيشها، منذ
الإستقلال، شكون فالتلفزة؟ الكيليميني، شكون واخد أكثر من النص فالوزارات؟
الكيليميني، شكون مسيطر على منابع الإقتصاد المنتجة؟ الكيليميني، شكون شكون
شكون شكون شكون... الكيليميني.
نحن نعاصر ثاني أو ثالث جيل من العصر الكيليميني بشمال إفريقيا، معظم
الوزراء كيليمينيون، كاتحس بيهم ما هضرو الدارجة حتى لهادي عاماين، إنسان
أو إنسانة راسو أو راسها شايب ومازال كايهضر معاكم بحال الوليدات الصغار،
باش يدير ليكم شوية ديال الإلهاء، ويبقا هو حاضن على منابع الثروة
الحقيقية، لأن دوك مجموعة التقنيات (ومع بداية الولوج للمعلومة)، فاش
كاتشوفهم كاتخرا بالضحك، وكاتبكي فنفس الوقت.
عصر المعلومة، هو أكبر عدو ديال الكيليميني، داك إحتكار المعلومة اللي كان
عندهم، من إحتكار الولوج نحو العلم والمعرفة إلى إحتكار الولوج نحو
الدپلومات والثروة، مابقاش ممكن، غادي وكايتفضح يوما بعد يوم، داكشي اللي
كانشوفو، وليدات شمال إفريقيا مابقاو عوالين على حتى شي قواد، مابقاوش
كايرضاو بالذل، وليتي كاتشوف بنت أو ولد شمال إفريقي عندو عشرين أو خمسة
وعشرين، يحويك فاش ما جيتيه، مابقاش ممكن تغمق عليه بكلمة أو جوج ديال
الفرونسي لأنه ممكن يحويك فيها، مايمكنش تغمق عليه بالمعرفة لأنه واصل
ليها، مايمكنش تغمق عليه على الإطلاق، وهادشي راه هو اللي كانشوفو فحراك
الريف، أو فالأنترنيت، أو غيره من تمظهرات فشل الكيليميني في تحقيق التفوق
على ولد الشعب، وحتى داك الشوية ديال راس المال الذي يرثه الكيليميني عاجلا
أم آجلا غايوصلو ليه ولاد الشعب، بل أن عدد مهم وصل وليه ومازال ولاد
الشعب كايقرصنو فالإقتصاد يوما بعد يوم، وهذا شيء رائع.
صراع الكيليميني وولد الشعب على السلطة صراع حديث، والكيليميني ينزف، ويخسر
من القواعد العدد الكبير، ومازال ولاد الشعب كاينقنصو فالزامل بوهم واحد
واحد، إنطلاقا من قاعدة هرم القوة من حوانت وشركات صغرى، وصولا إلى اللعب
الكبير، وإلى حين دخول ولاد الشعب وزارة الإقتصاد ووزارة الفلاحة وغيرهما
من قلاع الكيليميني الصامدة أمام الأمواج الهائجة الجاهلة من البشر، والتي
ستفوز بالمواجهة عاجلا أم آجلا.
حراك الويب المغربي، حراك الريف، حراك عشرين فبراير ... كلها حركات (بالرغم
من أنني أحافظ على مبدأ الحياد إتجاهها) في نظري المتواضع، في الحقيقة،
معارك بين ولد الشعب الهائج الذي أصبح يعي قيمته وكماله الفكري والجسدي
وأحقيته في الثراء والقوة، وهو يواجه الكيليميني الذي يرى في إحتكار
المعرفة أداة له، لكن ڭوڭل وفيسبوك ويوتوب خوروه من حيث لا يدري.
العالم يعيش مخاضا، وشمال إفريقيا بالخصوص تعيش مخاضا أقوى، لتأخرها
الإقتصادي والثقافي، يسير نحو الإقرار بالمساواة في الحقوق الطبيعية بين
مختلف الأفراد، والخاسر الأكبر هو الكيليميني، الذي لن يجد بدا من الإختباء
وراء الكذبة تلو الأخرى، كالذي يحاول ستر عورته بورقة توت صغيرة.
إندحار الكيليميني لا يعني إندحار الفساد، الفساد قيمة بشرية ولدت يوم ولد
الشيطان، وستموت يوم يموت الشيطان، حنا دابا تانهضرو غير على الكيليميني،
الذي يعيش آخر عقوده، ولربما آخر عقد له. إندحار الكيليميني بمثابة إعادة
توزيع لأوراق الكارطة، وهذا يبشر بفجر جديد لكل سكان شمال إفريقيا، حيث لن
يستطيع شي ولد القحبة أن يحكمنا لعلمه بنا، أو لتفوقه علينا، بل غادي نهبطو
للوطا نفاسرو جدبوها الكلب الراس فالراس نيشان، في إنتظار المقصلة.
ها حنا جايين للقحبة يماكم.
تعليقات
إرسال تعليق